كتاب بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز (اسم الجزء: 2)

فى النَّشأَة الأُولى وفى النَّشأة الآخرة. قال الله تعالى {لَهُمْ دَارُ السلام عِندَ رَبِّهِمْ} أَى الجنَّة، و {دَارَ البوار} أَى الجحيم. والدَّورة والدّائرة فى المكروه كما يقال الدّولة فى المحبوب، قال تعالى: {نخشى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ} أَى حادثة قاله ابن عرفة. وقال الأَزهرى: معنى الدّائرة الدّولة تدور لأَعداءِ المسلمين عليهم. وقوله تعالى: {عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ السوء} أَى يحيط بهم السُّوء إِحاطة الدائرة بمن فيها فلا سبيل إِلى الانفكاك عنها بوجه. وقوله: {تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ} أَى تتداولونها وتتعاطونها من غير تأْجيل. وقوله تعالى: {وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدوائر} أَى الموت والقتل.
والدّولة والدُّولة واحدة. وقيل: بالضمّ فى المال، وبالفتح فى الحرب والجاه. وقيل: الدُّولة بالضمّ اسم الشئ الَّذى يُتداوَل بعينه، والدولة المصدر، قال تعالى: {كَيْ لاَ يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأغنيآء مِنكُمْ} . وتداول القومُ كذا أَى تناولوه من حيث الدّولة. وداول اللهُ بينهم، قال تعالى: {وَتِلْكَ الأيام نُدَاوِلُهَا بَيْنَ الناس} .
والدّوام: السّكون فى الأَصل. دام يدوم ويَدَام دَوْماً وَدَوَاماً وَدَيْمُومَةً، ودِمْتَ تدُومُ نادرة، وأَدامَه واستدامَه: تأَنَّى فيه، أَو طلب دوامه. والدّوْم والدَّيُّوم: الدّائم.

الصفحة 614