كتاب بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز (اسم الجزء: 2)

وفى الحديث "إن الدّين يسرٌ" وفيه "إِنَّ دين الله الحنيفية السّمحة" وقال "إِنَّ الدّين متين فأَوْغِل فيه برفق" ومن كلام العلماءِ كُلْ من كَدّ يمينيك. ولا تأْكل بدِينك وقال الشاعر:
عجبتُ لمبتاع الضَّلالة بالهدى ... وللمشترى دنياه بالدّين أَعجب
وأَعجبُ من هذين مَن باع دينه ... بدنياه سواه فهْو من ذين أَخيب
والدّين ورد فى القرآن بمعنى التَّوحيد والشهادة {إِنَّ الدِّينَ عِندَ الله الإسلام} {أَلاَ لِلَّهِ الدين الخالص} {أَفَغَيْرَ دِينِ الله يَبْغُونَ} أَى التوحيد وله نظائر، وبمعنى الحساب والمناقشة {مالك يَوْمِ الدين} {الذين يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدين} {وَمَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدين} أَى الحساب وله نظائر أَيضاً، وبمعنى حكم الشريعة {وَلاَ تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ الله} أَى فى حكمه، وبمعنى الإِيالة والسّياسة {فِي دِينِ الملك} أَى فى سياسته، وبمعنى المِلَّة {وَذَلِكَ دِينُ القيمة} أَى الملَّة المستقيمة، وبمعنى الإِسلام {هُوَ الذي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بالهدى وَدِينِ الحق} .

الصفحة 617