فيها رسول الله صلّى الله عليه وسلم وما سمعه منه، ومنامات قد حدث بها عمن رآه صلى الله عليه وسلم، فكتب عني شيئا من ذلك، وعلقت عنه منامين فحسب.
وقال ابن النجار: وكان قد صحب الصوفية، وأرباب القلوب، وسلك طريق الفقر، وحج وجاور، وصنف كتبا في علوم القوم، وفي أخبار مشايخ المغرب وزهادها، وله أشعار حسنة، وكلام مليح، اجتمعت به بدمشق في رحلتي إليها. وكتبت عنه شيئا من شعره، ونعم الشيخ هو: ذكر لي أنه دخل بغداد في سنة إحدى وستمائة، فأقام بها اثني عشر يوما، ثم دخلها ثانيا حاجا مع الركب في سنة ثمان وستمائة.
وأنشدني لنفسه:
أيا حائرا ما بين علم وشهوة ... ليتصلا ما بين ضدين من وصل (¬1)
ومن لم يكن يستنشق الريح لم يكن ... يرى الفضل للمسك الفتيق على الزبل
وسألته عن مولده فقال: في ليلة الاثنين سابع عشر رمضان سنة ستين وخمسمائة بمرسية من بلاد الأندلس.
وقال ابن مسدي: وكان يلقب بالقشيري، لقب غلب عليه لما كان يشير من التصوف إليه، وكان جميل الجملة والتفصيل، محصلا لفنون العلم أخصّ تحصيل، وله في الأدب الشأو الذي لا يلحق، والتقدم الذي لم يسبق.
سمع ببلده من أبي عبد الله محمد بن سعيد بن زرقون القاضي، ومن الحافظ أبي بكر محمد بن عبد الله بن الجد، وأبي الوليد جابر بن أبي أيوب الحضرمي.
¬__________
(¬1) البيتان في المقفى للمقريزي، ونفح الطيب للمقري 2/ 163، والوافي بالوفيات للصفدي 4/ 178، وعبارة الوافي: «أنا حائر».