كتاب طبقات المفسرين للداوودي (اسم الجزء: 2)

وكان الفقهاء من أصحابه ورفقاؤه والطلبة يترددون إليه، ويحبونه وينشرحون لحديثه وكان عزبا، وهو رجل جيد، له عبادة من صيام وصدقة، ويزور مقابر الباب الصغير في كل سبت، لا يترك [ذلك] صيفا ولا شتاء.
وكان كثير المطالعة والمذاكرة والاشتغال بمنزله والجامع، وله «سؤالات في العربية»، سأل عنها الشيخ الإمام تقي الدين السبكيّ فأجابه، وله «أرجوزة في التصريف» وكتب على «المنهاج» في الفقه. توفي ليلة ثالث عشر ربيع الأول سنة سبعين وسبعمائة بالخانقاه الشهابية من مرض طال به، ودفن بالباب الصغير، وقد جاوز الخمسين.
ذكره ابن المعتمد في «الذيل على طبقات السبكي».
559 - محمد بن الفضل البلخي الإمام أبو بكر المفسّر (¬1).
توفي سلخ سنة ثلاث عشرة وأربعمائة. كذا ذكره الذهبي. ثم قال بعد ذلك: محمد بن الفضل بن محمد بن جعفر بن صالح أبو بكر، يعرف بميرك البلخي المفسر المعروف بالرّوّاس.
صنف «التفسير الكبير» وروى عن أحمد بن محمد بن نافع، ومحمد بن علي بن عنبسة. روى عنه: علي بن محمد بن حيدر وغيره. ومات سنة خمس عشرة- أو ست عشرة- وأربعمائة.
وقال القرشي في «طبقات الحنفية»: له كتاب «الاعتقاد» في اعتقاد أهل السنة. صنفه لمحمود بن سبكتكين «ذكر فيه أن العلم أفضل من العقل، ومن قال: إن العقل أفضل من العلم فهو معتزلي. قال: لأن العلم حاجة والعقل كالآلة.
¬__________
(¬1) ورد له ترجمة في: الجواهر المضيئة للقرشي 2/ 111، حلية الأولياء للأصبهاني 10/ 232، طبقات المفسرين للسيوطي 38، اللباب لابن الأثير 1/ 478.

الصفحة 224