ووقف عليه رجل يوما، فقال له: أجمع أهل سبع فراسخ على شيء، فأعطني درهما حتى أفارق الإجماع، فقال له: ما هذا الإجماع؟ فقال [على] أنّك بخيل، فضحك ولم يعطه شيئا.
وأملى كتبا كثيرة، منها «غريب الحديث»، «الهاءات» في كتاب الله عز وجل، «الأضداد» في النحو، «المشكل» في معاني القرآن لم يتمه، «المذكر والمؤنث»، «الزاهر»، «أدب الكاتب». «المقصور والممدود»، «الواضح في النحو»، «الموضح فيه»، «الهجاء»، «اللامات»، «شرح شعر الأعشى» «شرح شعر النابغة»، «شرح شعر زهير»، كتاب «الألفات»، «نقض مسائل ابن شنبوذ»، «المفضليات»، «إيضاح الوقف والابتداء»، «الكافي في النحو»، «السبع الطوال» صنعته، «الرد على من خالف مصحف عثمان»، «شعر الراعي» صنعته، وله مجالسات لغة ونحو وأخبار. ومات ليلة الأضحى سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة ببغداد.
ومن شعره:
إذا زيد شرا زاد صبرا كأنّما ... هو المسك ما بين الصّلاية والفهر (¬1)
لأنّ فتيت المسك يزداد طيبه ... على السّحق والحر اصطبارا على الضر
ذكره أبو يعلى في «طبقات الحنابلة»، ثم الذهبي في «طبقات القراء»، ثم شيخنا في «طبقات النحاة».
563 - محمد بن أبي القاسم بن بابجوك (¬2) زين المشايخ أبو الفضل
¬__________
(¬1) معجم الأدباء لياقوت 7/ 67.
(¬2) كذا في الأصل، وهو يوافق ما في الوافي بالوفيات. وفي بغية الوعاة ومعجم الأدباء:
«بايجوك». وقد ضبطه الصفدي بالعبارة فقال: ابن بابجوك، بباءين موحدتين بينهما ألف وبعدهما جيم وبعد الواو كاف.