كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 2)
ونحن نقول: إن الجامع في نوح عليه الصلاة والسلام: الرسالة; وفي إبراهيم، عليه الصلاة والسلام: الخلة مع الرسالة; وفي موسى عليه الصلاة والسلام: الكلام مع الرسالة; وفي عيسى عليه الصلاة والسلام: كونه روح الله وكلمته، مع الرسالة; فليس لنا هذا، لأنه أولا: لم يرد، ولا حاجة لنا إلى فعل شيء لم يرد; ثانيا: إنما أبيح القياس عند من يقول به، للحاجة في حكم لم يوجد فيه نص; فإذا وجد النص، فلا يحل القياس، عند من يقول به، ولا حاجة بنا إلى قول هو مخترع، خصوصا مع ما ورد في الشرك، وأنه في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل.
الرابع: أن الوسيلة ليست هي أن ينادي العبد غير الله ويطلب حاجته، التي لا يقدر على وجودها إلا الله، ممن لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا، ولا موتا، ولا حياة، ولا نشورا، {وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ} [سورة الحج آية: 73] ، بل هذا شرك بالله؛ وجعلوا دليلهم مع ما تقدم، بعد ارتكابهم أكبر المناكر، قوله ("يا عباد الله أعينوني" وقوله: "يا عباد الله احبسوا".
وهذا من جملة الجهل والضلال، وإخراج المعاني عن مقاصدها، من وجوه:
الأول: أن هذه ليست بوسيلة أصلا، إذ معنى الوسيلة: ما يتقرب به من الأعمال إلى الله (، وهذا ليس بقربة، لأنه ورد في أذكار السفر: أن العبد، إذا أراد عونا، بمعنى:
الصفحة 194
371