كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 2)

والمؤمنات بعضهم أولياء بعض، والمنافقون والمنافقات، والمشركون والمشركات، بعضهم من بعض.
ومن أصغى إلى كلام الله بكلية قلبه، وتدبره وتفهمه، أغناه عن اتباع الشيطان وشركه، الذي يصد عن ذكر الله وعن الصلاة، وينبت النفاق في القلب، وكذلك من أصغى إليه وإلى حديث الرسول بكليته، وحدث نفسه بهما، وعمل باقتباس الهدى والعلم منه، لا من غيره، أغناه عن البدع والشرك، والآراء والتخرصات، والشطحات والخيالات، التي هي من وساوس الشيطان والنفوس، وتخيلات الهواء والبؤساء.
ومن بعد عن ذلك، فلا بد أن يتعوض بما لا ينفعه، بل مضرة عليه; كما أن من عمر قلبه بمحبة الله وذكره، وخشيته والتوكل عليه، أغناه أيضا عن عشق الصور؛ وإذا خلا من ذلك، عبد هواه أي شيء استحسنه ملكه واستعبده؛ فالمعرض عن التوحيد عابد الشيطان، مشرك، شاء أم أبى، والمعرض عن السنة مبتدع، شاء أم أبى، والمعرض عن محبة الله وذكره، عابد الصور، شاء أم أبى.
وفي صحيح: مسلم، عن أبي الهياج الأسدي، واسمه حيان بن حصين، قال: "قال لي علي ابن أبي طالب (: ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله: أن لا أدع

الصفحة 201