كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 2)
حصول الإسلام بدونها، فلا إسلام إلا بمحبة التوحيد. قال شيخ الإسلام، رحمه الله: الإخلاص: محبة الله، وإرادة وجهه؛ فمن أحب الله أحب دينه، وما لا فلا؛ وبالمحبة يترتب عليها ما تقتضيه كلمة الإخلاص من شروط التوحيد.
ثم قال رحمه الله تعالى: ومنهم من لم يبغض الشرك ولم يحبه. قلت: ومن كان كذلك، فلم ينف ما نفته لا إله إلا الله من الشرك والكفر بما يعبد من دون الله، والبراءة منه، فهذا ليس من الإسلام في شيء أصلا، ولم يعصم دمه ولا ماله، كما دل عليه الحديث المتقدم.
وقوله رحمه الله: ومنهم من لم يعرف الشرك ولم ينكره. قلت: من لم يعرف الشرك ولم ينكره، لم ينفه ; ولا يكون موحدا، إلا من نفى الشرك وتبرأ منه وممن فعله، وكفرهم؛ وبالجهل بالشرك لا يحصل شيء مما دلت عليه لا إله إلا الله، ومن لم يقم بمعنى هذه الكلمة ومضمونها، فليس من الإسلام في شيء، لأنه لم يأت بهذه الكلمة ومضمونها عن علم ويقين، وصدق وإخلاص، ومحبة وقبول، وانقياد; وهذا النوع، ليس معه من ذلك شيء، وإن قال لا إله إلا الله، فهو لا يعرف ما دلت عليه، ولا ما تضمنته.
ثم قال رحمه الله تعالى: ومنهم من لم يعرف التوحيد ولم ينكره فأقول: هذا كالذي قبله، لم يرفعوا رأسا بما خلقوا له من الدين الذي بعحث الله به رسله وهذه الحال
الصفحة 208
371