كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 2)

سبع وثلاثين، فإن يهلكوا، فسبيل من هلك، وإن يقم لهم دينهم، يقم تسعين عاما. قال: قلت: أمما بقي، أو مما مضى؟ قال: مما مضى " 1.
ومما يبين غربة الإسلام وشدتها، ما جرى من الملوك والقضاة والرؤساء على شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، من العداوة والحبس، وشدة الإنكار عليه، لما دعاهم إلى ما تضمنته لا إله إلا الله، ومعناها الذي تقدم عنه وعن أمثاله من العلماء; وقد ردوا عليه بشبهات واهية، وضلالات في الضلال متناهية; رد عليهم رحمه الله تعالى في: منهاج السنة، واقتضاء الصراط المستقيم، وكتاب الاستغاثة في الرد على ابن البكري; ورد على أهل البدع جميعهم من الفلاسفة والمتكلمين، كالجهمية، والمعتزلة، والأشاعرة.
وذكر رحمه الله أن هؤلاء كلهم، وإن كثرت أبحاثهم ومصنفاتهم، فما منهم من يعرف ما دلت عليه كلمة الإخلاص: " لا إله إلا الله "؛ فلم يعرفوا التوحيد الذي أثبتته، ولا الشرك الذي نفته؛ هذا معنى كلامه ولتلميذه العلامة ابن القيم، في بيان أنواع التوحيد والرد على أهل البدع، المصنفات الكثيرة المفيدة؛ فمن أحسنها: إغاثة اللهفان، وكتاب: الصواعق المرسلة في الرد على الجهمية والمعطلة.
وللحافظ ابن عبد الهادي: الصارم المنكي في الرد
__________
1 أبو داود: الفتن والملاحم (4254) .

الصفحة 219