كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 2)
علي السبكي ولهم أصحاب كثير أخذوا عنهم; فلما طال الأمد بعدهم صارت كتبهم في أيدي أناس جهلة، وفي خزائن الكتب الموقوفة، فلم يلتفتوا إليها، فرجعوا إلى ما كان عليه من قبلهم ممن مضى من المبتدعة، وكثر الشرك في القرى والأمصار; وصاروا لا يعرفون من التوحيد إلا ما تدعيه الأشاعرة من تأويل صفات الرب والإلحاد فيها، فصاروا كذلك حتى نسي العلم، وعم الشرك والبدع، إلى منتصف القرن الثاني عشر، فإنه لا يعرف إذ ذاك عالم أنكر شركا أو بدعة مما صار في آخر هذه الأمة.
فشرح الله صدر شيخنا، فضلا من الله ونعمة عظيمة منَّ بها تعالى في آخر هذا الزمان، فعرف من الحق ما عرف شيخ الإسلام ابن تيمية وأصحابه، بتدبره الآيات المحكمات، وصحيحي البخاري ومسلم، والسن، والمسانيد، والآثار، ومعرفة ما كان عليه رسول الله (والتابعون، وأتباعهم، وما عليه سلف الأمة وأئمتها، والأئمة من أهل الحديث والتفسير، والفقهاء كالأئمة الأربعة ومن أخذ عنهم، فتبين له التوحيد وما ينافيه، والسنة وما يناقضها.
فدعا الناس من أهل قريته وما قرب منها أن يتركوا عبادة أرباب القبور والطواغيت، وعبادة الأشجار والأحجار، والذبح للجن، ونحو ذلك; وكل هذا قد وقع في قرى نجد وغيرها كالبوادي؛ فلما أنكر ذلك كرهوا
الصفحة 220
371