كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 2)
وتحتها من المعنى الجليل العظيم الشريف، البالغ في النفع، ما هو أجل من الألفاظ; انتهى، والله أعلم، وصلى الله على محمد.
[معنى حديث من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله]
وسئل: أيضا، قدس الله روحه، ونور ضريحه عما في الصحيح عن النبي (أنه قال: " من قال لا إله إلا الله، وكفر بما يعبد من دون الله، حرم ماله ودمه، وحسابه على الله " 1.
فأجاب: اعلم أن لا إله إلا الله هي: كلمة الإسلام، ومفتاح دار السلام، وهي العروة الوثقى، وكلمة التقوى؛ وهي الكلمة التي جعلها إبراهيم الخليل، عليه السلام باقية في عقبه لعلهم يرجعون; ومعناها: نفي الشرك في الإلهية عما سوى الله، وإفراد الله تعالى بالإلهية.
والإلهية هي: تأله القلب بأنواع العبادة، كالمحبة، والخضوع، والذل، والدعاء، والاستعانة، والرجاء، والخوف، والرغبة، والرهبة، وغير ذلك من أنواع العبادة التي ذكر الله في كتابه العزيز، أمرا وترغيبا للعباد، أن يعبدوا بها ربهم وحده.
وهي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه، من الأقوال والأعمال، الظاهرة والباطنة؛ وكل فرد من أفراد العبادة لا يستحق أن يقصد به إلا الله وحده؛ فمن صرفه لغير الله فقد أشركه في حق الله، الذي لا يصلح لغيره، وجعل له أندادا.
__________
1 مسلم: الإيمان (23) , وأحمد (3/472 ,6/394) .
الصفحة 226
371