كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 2)

هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [سورة الأنعام آية: 153] ، وقد مثل النبي الصراط المستقيم، وخط خطوطا عن يمينه وعن شماله، وقال: " هذه هي السبل، وعلى كل سبيل شيطان يدعو إليه " 1 والحديث في الصحيح وغيره، عن عبد الله بن مسعود، وكل من زاغ عن الهدى، وعارض أدلة الكتاب والسنة بزخرف أهل الأهواء، فهو شيطان.
فصل:
والعاقل، إذا تأمل ما عارض به أولئك الدعاة إلى الشرك بالله في عبادته، كابن كمال وغيره، من دعا الناس إلى إخلاص العبادة لله وحده لا شريك له، فالعاقل يعلم أن معارضتهم قد اشتملت على أمور كثيرة:
الأمر الأول: أنهم أنكروا ما جاءت به الرسل من توحيد العبادة، وما نزلت فيه الكتب الإلهية من هذا التوحيد؛ فهم في الحقيقة إنما عارضوا الرسل والكتب المنْزلة عليهم من عند الله.
الأمر الثاني: تضمنت معارضتهم قبول الشرك الأكبر ونصرته، وهو الذي أرسل الله رسله وأنزل كتبه بالنهي عنه، وقد خالفوا جميع الرسل والكتب، فهم في الحقيقة قد أنكروا على من دان بهذا التوحيد، ودعا إليه من الأولين والآخرين.
__________
1 أحمد (1/435) , والدارمي: المقدمة (202) .

الصفحة 240