كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 2)

مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ} [سورة البقرة آية: 112] . وقال تعالى: {وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} [سورة لقمان آية: 22] ، وإحسان العمل لا بد فيه من الإخلاص، ومتابعة ما شرعه الله ورسوله.
ولا بد أيضا لقائل هذه الكلمة من اليقين بمعناها، المنافي للشك والريب، كما في الحديث الصحيح: "مستيقنا بها قلبه، غير شاك فيها" ومن لم يكن كذلك فإنها لا تنفعه، كما دل عليه حديث: سؤال الميت في قبره.
ولا بد أيضا من الصدق المنافي للكذب، كما قال تعالى عن المنافقين: {يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ} [سورة الفتح آية: 11] ، فالصادق يعرف معنى هذه الكلمة، ويقبله، ويعمل بما تقتضيه، وما يلزم قائلها من واجبات الدين، فيصدق قلبه لسانه. فلا تصح هذه الكلمة، إلا إذا اجتمعت هذه الشروط؛ وبالله التوفيق.
وقال أيضا: رحمه الله تعالى، في جواب له:
وسرنا ما ذكرت من معرفتك جهل أكثر الناس بمعنى لا إله إلا الله، وإن تكلموا بها لفظا، فقد أنكروها معنى، فانتبه لأمور ستة أو سبعة، لا يسلم العبد من الكفر والنفاق إلا باجتماعها، وباجتماعها والعمل

الصفحة 255