كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 2)

الساعة.
وهذا المعنى أكثر أهل العلم يسلمونه، يعرفونه، حتى الخوارج، والرافضة، والمعتزلة، والمتكلمون، من كل أشعري، وكرامي، وماتريدي; وإنما اختلفوا في العمل بلا إله إلا الله، فبعضهم يظن أن هذا في حق أناس كانوا فبانوا، فخفي عليهم حقيقة الشرك.
وأما الفلاسفة وأهل الاتحاد، فإنهم لا يقولون بهذا المعنى، ولا يسلمونه، بل يقولون: إن المنفي بلا إله إلا الله كلي، لا يوجد منه في الخارج إلا فرد، وهو الله، فهو المنفي، وهو المثبت، بناء على مذهبهم الذي صاروا به أشد الناس كفرا، وهو قولهم: إن الله هو الوجود المطلق، فلم يخرجوا من ذلك صنما ولا وثنا.
وشبيه قولهم هذا قول أهل وحدة الوجود، القائلين بأن الله تعالى هو الوجود بعينه، فيقولون: إن المنفي كلي، والمثبت بقوله: "إلا الله" هو الوجود بعينه; ولا فرق عند الطائفتين بين الخالق والمخلوق، ولا بين العابد والمعبود; كل شيء عندهم هو الله، حتى الأصنام والأوثان، وهو حقيقة قول هذا الرجل سواء.
فخذ قولي، واقبله، وفقك الله، فلقد عرفت بحمد الله ما أرادوه من قولهم: إن المنفي كلي لا يوجد منه في الخارج إلا فرد; ويدعي هذا مثل ما ادعته هذه الطائفة، أن

الصفحة 261