كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 2)

الذي أثبتته "لا إله إلا الله"؛ وقال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلا أُشْرِكَ بِهِ} [سورة الرعد آية: 36] ، فهذا هو الذي أمر به ودعا الناس إليه، وهو: إخلاص العبادة، وتخليصها من الشرك، قولا، وفعلا، واعتقادا.
وقد فعل ذلك، ودعا الناس إليه، وجاهدهم عليه حق الجهاد، وهذا هو حقيقة دين الإسلام، كما قال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [سورة الأنبياء آية: 108] ، بين تعالى أن توحيد الإلهية هو الإسلام، والأعمال كلها لا يصلح منها شيء إلا بهذا التوحيد، وهو أساس الملة ودعوة المرسلين؛ والدين كله من لوازم هذا الأصل، وحقوقه.
وقد قال تعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [سورة ص آية: 29] . فمن تدبر القرآن، وتذكر به، عرف حقيقة دين الإسلام الذي أكمله الله لهذه الأمة، كما قال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً} [سورة المائدة آية: 3] . هذا ما ننصحكم به، وندعوكم إليه، وبالله التوفيق، وصلى الله على محمد وآله وصحبه، وسلم.

الصفحة 272