كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 2)

الحال، جعلنا الله وإياكم ممن عرف الحق فاتبعه، وقابل النعم بشكرها; وأوصيكم بتدبر أنوار الكتاب، التي هي أظهر من الشمس في نحر الظهيرة، ليس دونها قتر ولا سحاب، لا سيما دوال التوحيد، والتفكر في مدلولاته، ولوازمه، وملزوماته، ومكملاته، ومقتضياته، ثم التفطن فيما يناقضه وينافيه من نواقضه ومبطلاته.
فالخطر به شديد، ولا يسلم منه إلا من وفق للصبر والتأييد، والفعل الحميد، والقول السديد، وخالط قلبه آيات الوعد والوعيد، وعرف الله بأسمائه، وصفاته، التي تجلو الريب والشكن قلب كل مريد، واعتصم بها عن كل شيطان مريد، {إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} [سورة البروج آية:12" 16] .
فقد عمت البلوى، بالجهل المركب والبسيط، {إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} [سورة آل عمران آية: 120] . فالله الله، في التحفظ على القلب، بكثرة الاستغفار من الذنب! جعلنا الله وإياكم ممن نجا من ظلمة الجهالة، وأخلص لله أقواله وأعماله.
وسئل رحمه الله تعالى عمن يعرف التوحيد ويعتقده، ويقرأ في التفسير كتفسير البغوي ونحوه، هل له أن يحدث بما سمعه وحفظه، من العلم، ولو لم يقرأ في النحو، أو لا؟

الصفحة 275