كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 2)

رسول الله " في أقواله، وأفعاله، وأحواله.
وقال محمد بن فضل، الصوفي الزاهد: ذهاب الإسلام على يد أربعة أصناف: صنف: لا يعملون بما يعلمون. وصنف: يعملون بما لا يعلمون. وصنف: لا يعلمون ولا يعملون، وصنف: يمنعون الناس من التعلم.
قلت: الصنف الأول: من له علم بلا عمل، فهو أضر شيء على العامة; فإنه حجة لهم في كل نقيصة ومنحسة.
والصنف الثاني: العابد الجاهل، فإن الناس يحسنون الظن به لعبادته وصلاحه، فيقتدون به على جهله. وهذان الصنفان، هما اللذان ذكرهما بعض السلف في قوله: احذروا فتنة العالم الفاجر، والعابد الجاهل، فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون، فإن الناس إنما يقتدون بعلمائهم وعبادهم، فإذا كان العلماء فجرة، والعباد جهلة عمت المصيبة بهما، وعظمت الفتنة على الخاصة والعامة.
الصنف الثالث: الذين لا علم لهم ولا عمل، وإنما هم كالأنعام السائمة.
الصنف الرابع: نواب إبليس في الأرض; وهم الذين يثبطون الناس عن طلب العلم والتفقه في الدين، فهؤلاء أضر عليهم من شياطين الجن، فإنهم يحولون بين القلوب وبين هدى الله وطريقه.
فهؤلاء الأربعة الأصناف هم الذين ذكرهم هذا

الصفحة 279