كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 2)

الآخر، وفسر الصدق بما ذكر. وقال في بعض كلامه: ومقام الصدق جامع للإخلاص; فعرفنا رحمه الله أن توحيد العبادة أعم من الإخلاص، ولم يذكر إلا عموما مطلقا. وأما العموم الوجهي، فالظاهر، أن المراد به: إذا كان أحد الشيئين أعم من وجه، وأخص من وجه ; والعموم الذي بين مطلق العبادة، وبين توحيد العبادة، والإخلاص، مطلق لا وجهي.
وأما الإله، فهو: الذي تألهه القلوب، بالمحبة، والخضوع، والخوف، والرجاء، وتوابع ذلك من: الرغبة، والرهبة، والتوكل، والاستغاثة، والدعاء، والذبح، والنذر، والسجود; وجميع أنواع العبادة: الظاهرة والباطنة ; فهو إله، بمعنى: مألوه، أي: معبود. وأجمع أهل اللغة أن هذا معنى الإله، قال الجوهري: أله بالفتح، إلهة، أي: عبد عبادة، قال: ومنه قولنا: الله، وأصله: إله، على فعال، بمعنى مفعول، لأنه مألوه، بمعنى معبود، كقولنا: إمام، فعال، بمعنى: مفعول، لأنه مؤتم به; قال: والتأليه: التعبيد; والتآله: التنسك والتعبد; قال رؤبة:
سبحن واسترجعن من تأله ... .........................................
انتهى
وقال في القاموس: أله، إلهة، وألوهة: عبد، عبادة ; ومنه لفظ الجلالة ; واختلف فيه على عشرين قولا ; يعني في لفظ الجلالة، قال، وأصله: إله، بمعنى: مألوه;

الصفحة 296