كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 2)

وأثبتتها لله وحده.
فإذا عرفت أن الإله هو: المعبود، والإلهية هي: العبادة، والعبادة: اسم جامع لكل ما يحبه الله تعالى ويرضاه، من الأقوال والأفعال; فالإله، هو: المعبود المطاع؛ فمن جعل شيئا من العبادة لغير الله، فهو مشرك، وذلك كالسجود، والدعاء، والذبح، والنذر; وكذلك التوكل، والخوف، والرجاء، وغير ذلك من أنواع العبادة الظاهرة والباطنة؛ وإفراد الله سبحانه بالعبادة، ونفيها عمن سواه، هو حقيقة التوحيد، وهو معنى لا إله إلا الله.
فمن قال: لا إله إلا الله، بصدق ويقين، أخرجت من قلبه كل ما سوى الله، محبة وتعظيما، وإجلالا، ومهابة، وخشية، وتوكلا. فلا يصير في قلبه محبة لما يكرهه الله، ولا كراهة لما يحبه؛ وهذا حقيقة الإخلاص، الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم: " من قال لا إله إلا الله، مخلصا من قلبه، دخل الجنة، أو حرم الله عليه النار " 1.
"قيل للحسن البصري: إن ناسا، يقولون: من قال لا إله إلا الله، دخل الجنة، فقال، من قال: لا إله إلا الله، فأدى حقها، وفرضها" إلخ. وغالب من يقول لا إله إلا الله، إنما يقولها تقليدا، ولم يخالط الإيمان بشاشة قلبه، فلا يعرف الإخلاص فيها؛ ومن لا يعرف ذلك، يخشى عليه أن يصرف عنها عند الموت؛ وغالب من يفتن في القبور،
__________
1 أحمد (5/236) .

الصفحة 311