كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 2)

أمثال هؤلاء، كما في الحديث: "سمعت الناس يقولون شيئا فقلته " 1. نسأل الله أن يثبتنا وإياكم بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة. والله أعلم.
وسئل: أيضًا، عن معنى لا إله إلا الله، وعمن قالها ولم يكفر بما يعبد من دون الله، وهل من قالها ودعا نبيا أو وليا تنفعه؟ أو هو: مباح الدم والمال، ولو قالها؟
فأجاب رحمه الله: معنى "لا إله إلا الله" عند جميع أهل اللغة، وعلماء التفسير، والفقهاء كلهم، يفسرون الإله بالمعبود; والتأله: التعبد، وأما العبادة، فعرفها بعضهم بأنها: ما أمر به شرعا من غير اطراد عرفي، ولا اقتضاء عقلي، والمأثور عن السلف تفسير العبادة بالطاعة، فيدخل في ذلك فعل المأمور وترك المحظور، من واجب ومندوب، وترك المنهي عنه من محرم ومكروه.
فمن جعل نوعا من أنواع العبادة لغير الله، كالدعاء، والسجود، والذبح، والنذر، وغير ذلك، فهو مشرك. ولا إله إلا الله متضمنة للكفر بما يعبدون من دونه، لأن معنى لا إله إلا الله: إثبات العبادة لله وحده، والبراءة من كل معبود سواه؛ وهذا معنى الكفر بما يعبد من دونه، لأن معنى الكفر بما يعبد من دونه: البراءة منه، واعتقاد بطلانه، وهذا معنى الكفر بالطاغوت في قوله تعالى: {فَمَنْ
__________
1 البخاري: العلم (86) , ومسلم: الكسوف (905) , وأحمد (6/345 ,6/354) , ومالك: النداء للصلاة (447) .

الصفحة 312