كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 2)

تعالى السؤال عن الكيفية.
وهذا الجواب: يقال في جميع الصفات، لأنه يجمع الإثبات والتنزيه ويدخل في الإيمان بالله ومعرفته، الإيمان به وبربوبيته العامة الشاملة لجميع الخلق والتكوين، وقيوميته العامة الشاملة لجميع التدبير والتيسير والتمكين؛ فالمخلوقات بأسرها، مفتقرة إلى الله، في قيامها، وبقائها، وحركاتها، وسكناتها، وأرزاقها، وأفعالها، كما هي مفتقرة إليه في خلقها، وإنشائها، وإبداعها، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ} [سورة فاطر آية: 15"17] .
ويدخل في الإيمان به إيمان العبد بتوحيد الإلهية الذي تضمنته شهادة الإخلاص: لا إله إلا الله. فقد تضمنت نفي استحقاق العبادة بجميع أنواعها عما سواه تعالى، من كل مخلوق. ومربوب؟ وأثبت ذلك على وجه الكمال الواجب والمستحب لله تعالى، فلا شريك له في فرد من أفراد العبادة، إذ هو الإله الحق المستحق، المستقل بالربوبية، والملك، والعز، والغنى، والبقاء.
وما سواه فقير مربوب، معبد خاضع، لا يملك لنفسه نفعا، ولا ضرا; فعبادة سواه من أظلم الظلم، وأسفه السفه; والقرآن كله راد على من أشرك بالله، في هذا التوحيد، مبطل لمذهب جميع أهل الشرك والتنديد، آمر

الصفحة 317