كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 2)

مع الله غيره، وسوى بينه وبين الله فيها. فالقيام بها واجب، علما وعملا وحالا، وتصحيحها هو تصحيح شهادة أن لا إله إلا الله.
فحقيق لمن نصح نفسه، وأحب سعادتها ونجاتها، أن يتيقظ لهذة المسألة، وتكون أهم الأشياء عنده، وأجل علومه وأعماله، فإن الشأن كله فيها، والمدار عليها، والسؤال عنها يوم القيامة، كما قال تعالى: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [سورة الحجر آية: 92"93] ، قال غير واحد من السلف: عن قول لا إله إلا الله; وهذا حق، فإن السؤال كله عنها، وعن أحكامها وحقوقها، قال أبو العالية: "كلمتان يسأل عنهما الأولون والآخرون: ماذا كنتم تعبدون؟ ماذا أجبتم المرسلين؟ ". فالسؤال عما كانوا يعبدون السؤال عنها نفسها، والسؤال عن ماذا أجابوا المرسلين سؤال عن الوسيلة والطريقة المؤدية، هل سلكوها، وأجابوا الرسل لما دعوهم إليها فعاد الأمر كله إليها.
وأمر هذا شأنه، حقيق أن تثنى عليه الخناصر، ويعض عليه بالنواجذ، ويقبض فيه على الجمر، ولا يؤخذ بأطراف الأنامل، ولا يطلب على فضلة، بل يجعل هو المطلوب الأعظم، وما سواه إنما يطلب على فضلة، والله المسؤول أن يمن علينا بتحقيق ذلك، علما وعملا وحالا. ونعوذ بالله أن يكون حظنا من ذلك مجرد حكايته ; وصلى الله على محمد.

الصفحة 323