كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 2)

جنس، يقع على كل معبود; والإله، بمعنى المألوه، كالكتاب بمعنى المكتوب. قال شيخ الإسلام: الإله هو الذي تألهه القلوب، محبة، وذلا وإنابة، وتعظيما، وتوكلا، وخوفا، ورجاء. وكذا قال ابن القيم، وابن رجب، وغيرهما من أهل العلم. وبعد التعريف، والتفخيم، صار علما على ربنا جل وعلا، قال سيبويه: هو أعرف المعارف; قال تعالى متمدحا بذلك: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً} [سورة مريم آية: 65] ، والدليل على أنه بمعنى العبادة، قول رؤبة:
لله در الغانيات المُدَّهِ ... سبحن واسترجعن من تأله
يعني تعبد، وقرأ ابن عباس: {وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ} [سورة الأعراف آية: 127] ، أي: عبادتك، وزنا ومعنى) ; وأما التعبيد، فهو في الأصل: التذليل، كما قال الشاعر:
تباري عتاقا ناجيات وأتبعت ... وظيفا وظيفا فوق مور معبد
والمور المعبد هو: الطريق المذلل. وفي الاصطلاح: هي أخص، لأنه لا بد فيها من وجود الركن الأعظم، وهو الحب، قال في الكافية:"
وعبادة الرحمن غاية حبه ... مع ذل عابده هما قطبان
والقطب: الأس الذي عليه المدار. وبهذا يتبين أن المقصود: نفي استحقاق العبادة عن غيره تعالى، لا نفي وجود التأله والتعبد لسواه; فإن نفي وجوده مكابرة للحس والنص، قال تعالى: {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ

الصفحة 328