كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 2)

شربن بماء البحر ثم ترفعت ... متى لجج خضر لهن نئيج
ثم قال في رسالته: وبالله التمسك والاعتصام; والتمسك إنما يكون بدينه، وكتابه، وأمره، ولا يقال: تمسكت بالله، لأن التمسك بمعنى: الالتزام والأخذ والثبات; ولا تليق هذه المعاني هاهنا، وقال في رسالته: إن الإله وضع في اللغة للمعبود فقط، لا بقيد الحقيقة أو البطلان; وهذه العبارة كذب على اللغة، فإن كتب اللغة بأجمعها، دلت وقررت أن الإله موضوع لكل معبود، وأدلة ذلك تعرف في مواضعها، فلا نطيل بذكرها.
وأيضا هذه العبارة فاسدة، من جهة المعنى، فإنه لا يتصور، ولا يوجد إله غير مقيد، ولا موصوف بحق أو باطل، هذا كلام لا يعقل، فكيف ينسب إلى اللغة، أو ينقل، فإن القسمة في مسمى الإله ثنائية، إما حق أو باطل؟ وتجويز الثالث مستحيل عقلا وشرعا، ولا يقول هذه العبارة إلا مخبول في عقله، جاهل في حكايته ونقله.
وقال في رسالته: إن الإله في "لا إله إلا الله" واقع على الإله الحق، وسميت آلهة، باعتبار زعم من عبدها، وهذا منه جهل عريض، وظلمات مركبة، كيف يقع في ذهن من له أدنى تعقل وتفهم تجويز ذلك، وأن الله ورسوله يسميها آلهة، باعتبار زعمهم، ويجاريهم في هذا الزعم والتسمية، ثم يكفرهم بهذا، ويبيح دماءهم وأموالهم،

الصفحة 332