كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 2)

وقال في رسالته: إن إله وضع للمفهوم الكلي، يريد به تقرير ما مر من الباطل، والكلي هو الذي لا يتقيد بذات، ولا بصفة. وهذه قضية كاذبة خاطئة، لم يوضع إلا للجنس الشايع في أفراده، والمعاني الكلية لا توجد إلا ذهنية، لا خارجية؛ ولذلك ضل من ضل من المتكلمين في إثبات وجود الرب، ووجود ذاته، وقال بنفي الصفات؛ بناء على أن الكلي لا يتقيد، ولا يتخصص بصفة من الصفات؛ وهذا من أكبر قواعدهم، وإفكهم الذي جر إليهم الكفر الجلي، وجحد ما في الكتاب والسنة من الصفات.
وكلام السلف: في تكفيرهم وتضليلهم موجود مشهور، لا نطيل بذكره، فمن أقل ما قيل فيهم، قول محمد بن إدريس الشافعي: حكمي في أهل الكلام: أن يضربوا بالجريد والنعال، ويطاف بهم في العشائر والقبائل، ويقال: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة، وأقبل على علم الكلام.
وأصل ضلال: جهم، أنه لقي قوما من السمنية، فجادلهم بالكلام والمنطق، فقالوا له: ألست تزعم أن لك إلها؟ قال: نعم. قالوا: فهل رأيته؟ هل سمعته؟ أو لمسته؟ أو ذقته؟ قال: لا; فتحير الخبيث أريعين يوما، لا يدري من يعبد. ثم استدرك حجة من جنس حجج النصارى، وقال لهم: أنتم تقولون بوجود الروح، هل رأيتموها؟ أو سمعتموها؟ أو لمستموها؟ أو ذقتموها؟ قالوا:

الصفحة 334