كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 2)

من الحمد، وبينهما تفاوت في اللفظ والمعنى، ولو قيل: إنه يتضمنه وزيادة، لصح الكلام، واستقام. وبالجملة: فلا يقول هذا إلا من لا يعرف ما يتكلم به؛ وقال بعد ما سبق من الهذيان: وحاصل المعنى: سلب مفهوم الإله لما سوى الله، كأنه أراد عما سوى الله، فقال: لما; فلم يفرق بين معنى اللام، وعن ; ومن بلغت به الجهالة، إلى هذه الغاية والحالة، سقط معه البحث والمقالة.
وذكر لي أنه يزعم، أو بعض تلامذته: أن هذا التخليط مأخوذ من كلام شيخ الإسلام، وهذا من أعجب العجب، كيف ينسب إليه هذا الجهل والضلال، مع وفور عقله وعلمه، ومتانة دينه وجودة بحثه، وامتيازه في العلوم. ولكن إن صح هذا، فله فيه سلف، نقل لنا عن داود بن جرجيس العراقي، أنه يزعم أنه يرد على شيخنا بكلام ابن تيمية، وابن القيم، فلما وقفنا على كلامه، إذا هو من أجهل خلق الله بكلامه ودينه، وبكلام نبيه، وبكلام أولي العلم من خلقه.
وأبلغ من قول هذين وأعجب، قول اليهود: إن إبراهيم كان يهوديا، وقول النصارى: بل كان نصرانيا، فرد الله عليهم بقوله: {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلا نَصْرَانِيّاً وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [سورة آل عمران آية: 67] . وأما قوله: هذا ما ظهر لي، فصدق في هذه، وهل يظهر الحق والصواب إلا لمن اعتصم بالسنة والكتاب; وأما من

الصفحة 341