كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 2)

أعرض عن ذلك، فقد سد على نفسه الباب، وكشف حجابه عن فهم المراد والخطاب. وقال تعالى: {فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ} الآية [سورة النساء آية: 160] .
خاتمة، تتضمن النصيحة لله، ولرسوله، وكتابه، ولأئمة المسلمين، وعامتهم، لا سيما جهال الطلبة، الذين لا بصيرة لهم بدين الله، ولا معرفة لهم بحدود ما أنزل الله على رسوله، فاعلم أن أمر المسلمين ما زال مستقيما في القرن الأول، والقرن الثاني، على ما كان عليه السلف الصالح، في أفضل أبواب العلم، وأشرفها، وأوجبها، وهو: باب معرفة الله بصفات كماله، ونعوت جلاله، وفي: باب عبادته وحده لا شريك له.
ثم دخل في أمور المسلمين، مع ولاة الأمور، من قصر في باب العلم باعه، وقل في شرع نبيه نظره واطلاعه، قوم أعيتهم السنن أن يحفظوها، وأبت عليهم الأحكام أن يعرفوها، فطلبوا علوم الأوائل من أهل منطق اليونان واستحسنوها؛ وتركوا السنة والقرآن وما فيهما من الأحكام، ولم يعظموها؛ منهم: بشر المريسي، وابن أبي دؤاد، وكانا قد تمكنا من عبد الله: المأمون، أمير المؤمنين الخليفة العباسي، وزينا لديه المنطق وحسناه، وأنه ميزان العقول والأفكار.
فلهج به المأمون واشتغل، واعتقد أنه امتاز على من

الصفحة 342