كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 2)

سبقه في باب معرفة الله، وما يجب له وما يستحيل عليه; وما زال به ذلك حتى ألزم الناس برأيه، ورفع شأن من وافقه وكان على طريقه، وولاهم الولايات، وعزل من خالفه وأهانه، وحبس وشرد وابتلي المؤمنون به، وجرى على الإسلام أعظم محنة، وأكبر بلية; وكتب إلى وزيره ببغداد يذم أهل السنة ويعيبهم، ويصفهم بالجهالة والضلالة، وأنهم حشو وسفلة، ولا نظر لهم ولا علم، ولا نور ولا فهم، يعني بذلك الإمام أحمد، ومن كان على طريقه المثبتين للصفات، القائلين بأن القرآن كلام الله غير مخلوق.
ويقول في كتابه: إن الجمهور الأعظم، والسواد الأكبر، من حشو الرعية، وسفلة العامة، ممن لا نظر لهم ولا روية، ولا استضاءة بنور العلم وبرهانه، أهل جهالة بالله تعالى، وعمى عنه وضلالة عن حقيقة دينه، وأنهم انتسبوا إلى السنة والجماعة، وأنهم أهل الحق، وأن من سواهم أهل الباطل، والكفر، وإنما هم أوعية الجهالة وأعلام الكذب، ولسان إبليس الناطق في أوليائه، والهائل على أعدائه، من أهل دين الله. وأطال الكلام، وأمر وزيره بامتحانهم على موافقته على ما اعتقد من أن القرآن مخلوق، وأمره أن يحبس، ويفعل، ويفعل، بمن امتنع عن هذا القول.
ولما بلغه أن أحمد بن حنبل، ومحمد بن نوح، وأحمد بن نصر، امتنعوا من الإجابة إلى رأيه، أمر بحملهم

الصفحة 343