كتاب فوات الوفيات (اسم الجزء: 2)

خليلي هبا فانظرا لي جذوةً ... سما نحوها طرفي أم البرق يلمع
فإن كان برقاً فاستميحاه وقفةً ... لعل شآبيب الحيا منه تهمع
فإن جاد قبل الدمع مدرجة اللوى ... فتلك لعمري منة لا تضيع
ولا تبخلا أن تتبعا الظعن نظرةً ... فلي خلف تلك العيس قلب مروع
وما أخذوه عنوةً غير أنه ... تأخر عني حين راح يودع
وأرقني بالأبرق الفرد بارق ... وورق غدت في مورق البان تسجع (1)
ترخم صوتاً أعجمياً ومقلتي ... تترجم عنها حين تدمي وتدمع
وعن أيمن السعدي يا سعد أربع ... لقلبي إليها لفتة وتطلع
يرنحني تذكرها فكأنما ... يدار علي البابلي المشعشع
فيا حبذا ظل النخيل وجرعة ... تبل غليلي لا كثيب وأجرع
ليالي أغصان المعاطف تنثني ... علي ومن لعس المراشف أكرع وقال من قصيدة:
ولرب ليلة موعدٍ كصدوده ... لا تهتدي فيها النجوم لمطلع
نازلتها بالأبلجين: جبينه ... وسلاف كاس يمينه المتشعشع
ودعوت حي على الشمول فلم يكن ... متأبياً عن شربه لما دعي
فسقيته كاساً توهم أنها ... معصورة من خده أو أدمعي
وأخذت في شكوى الغرام مردداً ... حرقي فرق لأنتي وتوجعي
واستنزعت منه الكؤوس نزاقة ... ما كان لولا نزعها بالطيع
لو كنت شاهد ما نبث من الجوى ... لعجبت من مرأىً هناك ومسمع
راضت شمائله الشمول وطالما ... قد بت ألقى عزه بتخضعي
فسخا بقبلته (2) وجاد بجيده ... لما انتشى وأباح كل ممنع
__________
(1) ص: تشجع.
(2) ص: بقللته.

الصفحة 13