كتاب مفرج الكروب في أخبار بني أيوب (اسم الجزء: 2)

وفيها من الرجال المنفرقة وغلمان الخيّالة وصنّاع المراكب وأبراج الزحف ودباباته (¬1) ما يتمم خمسين ألف راجل.
ولما تكامل الفرنج نازلين على البر مما بلى البحر والمنارة (¬2) حملوا على المسلمين حملة أوصلتهم إلى السور (2) وفقد من أهل [174] الإسكندرية في وقت الحملة ما يناهز سبعمائة نفس (¬3)، وجذفت (¬4) مراكب الفرنج داخلة إلى الميناء وكان به مراكب مقاتلة ومراكب مسافرة، فسبقهم المسلمون إليها فخسفوها وغرّقوها، وغلبوهم على أخذها، وأحرقوا ما أحرق (¬5) منها، واتصل القتال إلى المساء (¬6)، وضرب الفرنج خيامهم بالبر وعدتها ثلاثمائة خيمة، ولما أصبحوا زاحفوا وضايقوا وحاصروا، ونصبوا ست (¬7) دبابات بكباشها (¬8)، وثلاثة مجانيق كبار المقادير تضرب بحجارة سود استصحبوها من صقلية، وتعجّب المسلمون من شدة أثرها وعظم حجرها، وأما الدبابات فانها تشبه الأبراج في جفاء (¬9) أخشابها وارتفاعها واتساعها وكثرة المقاتلة فيها، وزحفوا [بها] (¬10) إلى أن قاربوا السور ولجوّا في القتال عامة النهار.
¬_________
(¬1) في الأصل: " ودبابته " وما هنا عن س (61 ب) وهو أصح، ولشرح اللفظ أنظر الجزء الأول من هذا الكتاب: ص 180 - 181.
(¬2) للالمام بأخبار المنارة والسور في العصر الإسلامى أنظر: (الشيال: الاسكندرية، طبو غرافية المدينة وتطورها).
(¬3) س: " رجل "، وفى (الروضتين) و (السلوك): " سبعة أنفس ".
(¬4) س: " وأحدقت ".
(¬5) س: " ما أحرقوا ".
(¬6) س: " المينا " والمتن هو الصحيح.
(¬7) س و (الروضتين): " ثلاث دبابات ".
(¬8) الكبش - ويجمع على أكبش وكبوش وكباش - آلة متصلة بالدبابة لها رأس ضخم وقرنان يدفعها الجنود نحو الأسوار لتحطيمها.
(¬9) في الأصل: " حقا " وما هنا عن س و (الروضتين، ج 1، ص 235).
(¬10) ما بين الحاصرتين عن س.

الصفحة 14