كتاب مفرج الكروب في أخبار بني أيوب (اسم الجزء: 2)

وكان الشام مجدبا، فأذن السلطان للعساكر المصرية في الرحيل إلى بلادهم، وإذا استغلوها (¬1) رجعوا إليه.
ثم رجع السلطان إلى دمشق، وواظب الجلوس في دار العدل، والصيد، ومدحه كاتبه عماد الدين بقصيدة أولها:
سواك لسهم (¬2) العلى لن (¬3) يريشا ... فنسأل ربّ العلى أن تعيشا
من الناس بالبرّ صدت الكرا ... م، وبالبأس في البرّ صدت الوحوشا
وكم سرت (¬4) من مصر نحو العري‍ ... ـش، فهدمت للمشركين العروشا
سراياك تبعث قدّامها ... - من الرعب، نحو الأعادى - جيوشا
[186] ويوم حماة تركت العدا ... ة، كما طردت (¬5) بالفلا الريح ريشا

ذكر اجتماع
الحلبيين والمواصلة لحرب السلطان الملك الناصر ثانيا
لما انتظم الصلح بين السلطان والحلبيين، وسمع بذلك سيف الدين غازى ابن مودود - صاحب الموصل - عتب على الحلبيين، ووبخهم ونسبهم إلى العجلة في ذلك [وإلى الضعف] (¬6)، وسلوك غير طريق الحزم، وحملهم على النقض والنكث، وأنفذ إليهم من أخذ عليهم المواثيق، ثم توجه ذلك الرسول إلى دمشق، ليأخذ لسيف الدين من السلطان عهدا، ويكشف أيضا
¬_________
(¬1) س: " وإذا استغفروهم ". وما هنا يتفق ونص العماد في (الروضتين، ج 1، ص 252)
(¬2) كذا في الأصل وفى (الروضتين، ج 1، ص 252)؛ وفى س: " سهم ".
(¬3) في الأصل، وفى س: " أن " وما هنا عن الروضتين.
(¬4) كذا في الأصل، وفى الروضتين، وفى س: " نفرت ".
(¬5) كذا في الأصل وفى س، وفى الروضتين: " طيرت ".
(¬6) ما بين الحاصرتين عن س (67 ب).

الصفحة 36