كتاب مفرج الكروب في أخبار بني أيوب (اسم الجزء: 2)

الله - فوصل إلى ثغر دمياط (¬1)، وبها سبى كثير جلبه الأسطول، ثم رحل إلى ثغر الإسكندرية (¬2) وتردد إلى الشيخ الحافظ أبى طاهر أحمد بن محمد السلفى (¬3) - رحمه الله - في كل جمعة ثلاثة أيام: الخميس والجمعة والسبت، وإنما استصحب ولديه في هذه السفرة ليسمعهما الحديث النبوى وتعمهما البركة.
ثم عاد السلطان إلى القاهرة، فصام بها بقية شهر رمضان، ووفّر نهاره بها على نشر العدل وإفاضة [197] الجود، وسماع حديث النبى - صلى الله عليه وسلم - وإشادة قواعد الشرع المطهر، ومدحه كاتبه عماد الدين بقوله:
فديتك من ظالم منصف ... وناهيك من باخل مسرف (¬4)
¬_________
(¬1) انظر: (الدكتور جمال الدين الشيال: مجمل تاريخ دمياط، ص 18).
(¬2) انظر: (الروضتين، ج 1، ص 269؛ ج 2، ص 24) و (الدكتور جمال الدين الشيال الاسكندرية، طبوغرافية المدنية وقطورها من أقدم العصور إلى الوقت الحاضر، ص 218 و 219 و 222).
(¬3) هو أبو طاهر عماد الدين أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم المحدث المشهور، والسلفى لقب جدله نسبة إلى سلفة، وهو لفظ أعجمى معناه ثلاث شفاه، لأن إحدى شفتيه كانت مشقوقة فصارت مثل شفتين، وقد تلقى دراسته الأولى بأصبهان، ثم حج وسمع بالحرمين وطوف بالبلاد في طلب الحديث، فزار بغداد ودمشق وصور، وانتهى به المطاف إلى الإسكندرية في سنة 511 هـ‍، وظل مقيما بها إلى أن توفى سنة 576، ودفن كما يقول ابن خلكان " في وعلة، وهى مقبرة داخل السور عند الباب الأخضر "، وقد بنى له العادل بن السلار وزير الخليفة الفاطمى الظافر مدرسة بالاسكندرية، وهى إحدى مدرستين بنيتا في الاسكندرية قبل عصر صلاح الدين. وللحافظ السلفى كتاب قيم عنوانه " معجم السفر " ترجم فيه لعدد كبير من العلماء الذين اتصلوا به أثناء مقامه بالاسكندرية وتوجد منه صور شمسية بدار الكتب المصرية بالقاهرة، رقم 3932. انظر: (ابن خلكان: الوفيات، ج 1 ص 87 - 90) و (النجوم الزاهرة، ج 6، ص 87 و 127) و (السبكى: طبقات الشافعية، ج 4، ص 43) و (السيوطى: طبقات الحفاظ، ج 2، ص 39) و (السيوطى: حسن المحاضرة ج 1، ص 165) و (ابن العماد: شذرات الذهب، ج 4، ص 255) و (الذهبى: تذكرة الحفاظ، ج 4) و (ابن كثير: البداية والنهاية، ج 12، ص 307) و (المقريزى: اتعاظ الحنفا، نسخة طوب قبوسراى، ص 143 ب).
(¬4) كذا في الأصل وفى (الروضتين، ج 1، ص 269)؛ وفى (العماد: الخريدة، قسم شعراء مصر، ج 1، ص 15): " مسعف "؛ والمقتبس هناك من هذه القصيدة تسعة وعشرون بيتا، ليس من بينها مما هنا إلا البيتان الأولان.

الصفحة 56