كتاب أعيان العصر وأعوان النصر (اسم الجزء: 2)

ومن شعره:
وقد كنت في عصر الصّبا ذا صبابةٍ ... وما راق من لهوٍ إليّ حبيب
زماني صفوٌ كلّه ومسرّةٌ ... ولي من وصال الغانيات نصيب
فلما رأيت الشيب لاح تكدّرت ... حياتي فحلو العيش ليس يطيب
إذا ابيضّ مسودّ الشباب فإنّه ... دليلٌ على أنّ الحصاد قريب
ومذ حلّ هذا الشيب سارت مسرّتي ... وصار عليها للهموم رقيب
فلا تعجبوا ممّا بدا من كآبتي ... سروري وقد وافى المشيب عجيب
ومن شعر كمال الدين الأدفوي، رحمه الله تعالى:
إنّ الدروس بمصرنا في عصرنا ... طبعت على لغطٍ وفرط عياط
ومباحثٍ لا تنتهي لنهايةٍ ... جدلاً ونقلٍ ظاهر الأغلاط
ومدرّسٍ يبدي مباحث كلّها ... نشأت عن التخليط والأخلاط
ومحدّثٍ قد صار غاية علمه ... أجزاء يرويها عن الدّمياطي
وفلانة تروي حديثاً عالياً ... وفلان يروي ذاك عن أسماط
والفرق بين عزيرهم وعزيزهم ... وافصح عن الخيّاط والحنّاط
والفاضل النحرير فيهم دأبه ... قول أرسطا طاليس أو بقراط
وعلوم دين الله نادت جهرةً ... هذا زمان فيه طيّ بساطي
ولّى زماني وانقضت أربابه ... وذهابهم من جملة الأشراط

الصفحة 154