كتاب أعيان العصر وأعوان النصر (اسم الجزء: 2)

أورّي بذكر الجزع عنه وبانه ... ولا البان مطلوبي ولا قصدي الرمل
وأذكر سعدى في حديثي مغالطاً ... بليلى ولا ليلى مرادي ولا جمل
سوى معشرٍ حلّو النظام وفرّقوا الث ... ياب فلا فرضٌ عليهم ولا نفل
مجانين إلاّ أنّ ذلّ جنونهم ... عزيز على أعتابهم العقل
ومن شعره أيضاً:
سلامٌ عليكم صدّق الخبر الخبر ... فلم يبق قال القسّ أو حدّث الحبر
خذوا خبري عنّي بقيت مشاهدا ... ذروا ما يقول الغرّ أو يفهم الغمر
خذوا عن غريب الدار كلّ غريبةٍ ... وحقّكم من دونها حُجر الحِجر
عليك سلام الله يا خير قادم ... على خير مقدوم عليه لك البِشر
عليك سلام اسلم وقيت الرّدى فدم ... على غابر الأيام لا خانك الدهر
أتيتكم مستقضياً دين وعدكم ... فمن قولهم عند القضا يعرف الحرّ
اذكّركم عهداً لنا طال عهده ... وقولكم صبراً وقد فني الصبر
فلا تحسبوا أني نسيت عهودكم ... فإني وحقّ الله عبدكم الحرّ
أأنسى عهوداً بالحمى طاب ذكرها ... ومثلي وفيٌّ لا يليق به العذر
تحييّك عنّا الشمس ما أشرقت ضحا ... يحيّيك عنا ما تبدّى لك البدر
تحيّيك عنا كلّما ذرّ شارق ... يحيّيك عنّا من غمائمه القطر
تحيّيك عنا الريح بالروح قد بدت ... يحيّيك عنا من منابته الزّهر
ألا فاعجبوا من أمرنا إنه امروٌ ... ألا فاعجبوا للقلّ من بعضه الكثر
ومنه:

الصفحة 204