كتاب أعيان العصر وأعوان النصر (اسم الجزء: 2)

أبصر المصفعة، يحتشم عن السفر في خدمة ركاب مولانا أمير الأمراء، وهذا أنا كل يوم يحصل لي من التكتيب الثلاثون درهماً والأكثر والأقل، وأنا كبير هذه الصناعة، وأتحكم في أولاد الرؤساء والأكابر ونظم في ذلك:
لائمي في صناعتي مستخّفاً ... بي إذا كنت للعلى مستحقّاً
ما غزالٌ يقبّل الكفّ منّي ... بعد برّي ولم يضع لي حقّا
مثل تيسٍ أبوس منه يداً قد ... صفرت من ندى لأسأل رزقا
فيولّي عني ويلوي عن ردّ ... سلامي ويزدريني حقّا
فاقتصد واقتصر عليها فما عن ... د إله السماء خيرٌ وأبقى
وقال أيضاً:
غدوت بتعليم الصغار مؤمّراً ... وحولي من الغلمان ذو الأصل والفصل
يقبّل كفي منهم كلّ ساعة ... ويعطونني شيئاً أعمّ به أهلي
وذاك بأن أسعى إلى باب جاهلٍ ... أقبّل كفّيه أحبّ إلى مثلي
أميرٌ إذا ميّزت لكن بلا حجىً ... وكم قد رأينا من أمير بلا عقل
قلت: نظم عجيب التركيب، والأول جيد وفيه لحنة، لكنها خفية.
وأنشدني الشيخ شمس الدين محمد بن بادي الطيبي، قال: أنشدنا من لفظه لنفسه بدر الدين بن المحدث:

الصفحة 212