كتاب أعيان العصر وأعوان النصر (اسم الجزء: 2)

حكيت يا برق قلبي في الخفوق ولم ... يفتك إلا لهيب الوجد لا شنبه
من لي بأغيد بدر التم حين بدا ... قد ساء إذ رام تشبيهاً به أدبه
ممنّع بالذي ضمّت غلائله ... من القنا أو بما أصمت به هدبه
بين الأسنّة محجوبٌ ولو قدروا ... ما قوس حاجبه أغنتهم حجبه
سلبني بالضّنى لحمي لواحظه ... وهمّ أُسد الشرى المسلوب لا سلبه
لو لم يكن ريقه خمراً ومرشفه ... كأساً لما بات يحكي ثغره حببه
كذا ابن أيبك لولا ما حواه لما ... عن الكتائب أغنت في الورى كتبه
ذاد الأولى عن طريق المجد ثم نحا ... آثاره فقلت أجبالهم كثبه
وآب يقطف من أغصانه ثمراً ... إذا أتى غيره بالشوك يحتطبه
أقلامه فرحاً بالفضل أنملها ... كلّ يخلّق ثوب المجد مختضبه
تكاد ألسنها تمتدّ من شغفٍ ... إلى أجلّ معاني القول تقتضبه
يراعه روّعت لا مات أحرفها ... حشاء منحرفٍ لا ماته يلبه
أضحت مسبّبة الأرزاق حين حكت ... سبّابةً لعدوّ وقد وهى سببه
يا من يجيل قداح الميسر ارم بها ... وارم الفجاج ليسرٍ نجحه طلبه
واقصد جناب صلاح الدين تلق فتىً ... يهزّه حين يتلى مدحه طربه
بنت على عنق العيّوق همّته ... بيتاً تمدّ على هام السها طنبه

الصفحة 216