كتاب أعيان العصر وأعوان النصر (اسم الجزء: 2)

جزاك ربّك بدر الدين خير جزاً ... عن امرىء لم يطل نحو العلا سببه
بالغت في مدحه فالله يجعله ... كما تقول لتعلو في الورى رتبه
وكتبت أنا إليه ملغزاً في ضبع:
أيّها الفاضل الذي من يجاريه ... تقوّى في ما ادعى وتقوّل
والّذي من أراد يبصر قسّاً ... فعليه دون البريّة عوّل
هات، قل لي بالله ما حيوانٌ ... ثابت الخلق قطّ لا يتحوّل
عينه إن قلعتها يتبدّى ... حيواناً غير الذي كان أوّل
فكتب هو إلي الجواب عن ذلك:
يا إماماً طال الورى بمعانٍ ... في المعالي يغوث من قد تطوّل
وإذا أعضل السؤال فما زا ... ل عليه في المعضلات المعوّل
إنّ زهراً أهديته غضّ عنه ... طرفه واستحال زهر المحوّل
حين ألغزت في معمّىً هداني ... نحوه الفكر حين سوّى وسوّل
حيوانٌ إن صيّروا رأسه العين ... رأوه إلى الجماد تحوّل
فابق واسلم تفيد علماً وجوداً ... فيهما ليس لامرىء متأوّل
وكتبت أنا إليه وقد جاءته بنت:
تهنّ بها وإن جاءتك أنثى ... لأنّ الشمس بازغة الجمال
وما التأنيث لاسم الشمس عيب ... ولا التذكير فخر للهلال
ولو كان النساء كمن أتانا ... لفضلت النساء على الرجال
فكتب هو الجواب إلي:

الصفحة 218