كتاب أعيان العصر وأعوان النصر (اسم الجزء: 2)

عبارة هي أندى من نسيم صبا ... مرّت على زاهرات الروض وانصقلت
وأسطر إن أقل مثل العقود فما ... أرى العقود إلى تلك العلا وصلت
واوحشتا لمحيّاه الذي نقصت ... لحسنه طلعة الأقمار إذ كملت
فلست أحسد إلا من تكون له ... عين بمرآه دوني في الورى كحلت
هل الليالي تريني نور طلعته ... فربما غلطت وربما عدلت
يا آل محمود لا ثلّت عروشكم ... ولا ذوت زهرة منكم ولا ذبلت
ولا تزل منكم الأعناق حاليةً ... فإنها إن خلت من فضلكم عطلت
فكتب هو إلي الجواب عن ذلك:
يا فاضلاً منه أقمار العلا كملت ... وعنه آثار أرباب النهى اتّصلت
ومن محاسنه للناس قد بهرت ... ومن مكارمه كلّ الورى شملت
لله درّ قوافٍ قد بعثت بها ... طالت وعنها نجوم الأفق قد نزلت
لقد أطاعتك أنواع البلاغة في ... ما قد أشرت من الترتيب وامتثلت
وما أظنك إلاّ قد بعثت لنا ... خميلةً عندها زهر الدجى خملت
فالله يشكر إحساناً حبوت به ... فمن أياديك أنواء الحيا خجلت
ما إن وعت أذنٌ معنى بلاغتها ... إلاّ وأمست بها الأعطاف قد ثملت
فالزهر قد أطلعت والدرّ قد نظمت ... والزهر قد فتّحت والسحر عنك تلت
شوقي إيك صلاح الدين ما علمت ... بشرحه ألسن الأقلام بل جهلت
وهل يحسّ جمادٌ بالذي فعلت ... بي النوى وعليه أضلعي اشتملت
وما أظنّ النوى أمست تزيد على ... هذا وقد فعلت فينا الذي فعلت
كأنّني بك قد أقبلت منتصراً ... يوماً على فئة بالحق قد خذلت

الصفحة 22