كتاب الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية (اسم الجزء: 2)

رَأْسا دلّ على نصْرَة الْكَلِمَة ودعا إِلَى سَبِيل الفئة الْمسلمَة ووفر على مصَالح الْأمة قُلُوب رعاياها المنقسمة وَأَنا متمم من هَذَا الْأَمر مَا صدر مني وباق مِنْهُ على مَا نقل عني لَا أتغير عَن الْمصلحَة فِيهِ وَلَا يُخَالف مَا أظهره مِنْهُ لما أخفيه وَلَا أسْتَكْثر كثيرا أصل إِلَيْهِ وأتوصل بِهِ لما سبق للْملك الْعَادِل من حُقُوق اسْتوْجبَ شكرها قولا وفعلا ونصرة كَانَت فِي هجير الخطوب بردا وظلا وأنعم لَا تزَال آياتها بألسُن الْحَمد تتلى وتملى ولعمري لقد بني بهَا فخراً وارتفع على الْأَمْلَاك قدرا وذكرا وَوَجَب أَن يستتمها فَلَا يصل إِلَى مواردها الكدر ويحوطها فَلَا تتطرق إِلَى جوانبها الْغَيْر ووراء هَذِه الْمُكَاتبَة من اهتمامي مَا لَا يعوقه عائق إِلَّا انتظام العقد على الْأُمُور المألوفة وَتَمام التوثقة بِالْيَمِينِ المنصوصة الموصوفة مَعَ أَن قَوْله كيمينه وَكتابه كصفحة يَمِينه والثقة بِهِ وَاقعَة على كل حَال والمحبة لَهُ توجب الاحتراس على الوداد من تطرق أَسبَاب الاختلال
قَالَ وَفِي سنة أَربع وَسِتِّينَ طمع مري ملك الفرنج فِي مصر وعول على الدُّخُول إلهيا والاستيلاء عَلَيْهَا وَذَلِكَ لما أنكشف لَهُ من عوارها وَظهر لَهُ من ضعف من بَقِي فِيهَا فَجمع إِلَيْهِ مُلُوك الفرنج وكبراء الداوية والاسبتارية وَتَشَاوَرُوا فجرت بَينهم فِي ذَلِك خطوب ثمَّ أجابوه إِلَى الْخُرُوج مَعَه إِلَى الديار المصرية فأحضر وزيره وَأمره بإقطاع بِلَاد مصرلخيالته وَفرق قراها على أجناده وَكَانَ لَعنه الله لما دخل ديار مصر قد أَقَامَ من أَصْحَابه من كتب لَهُ أَسمَاء قرى مصر جَمِيعهَا وتعرف لَهُ خبر ارتفاعها ثمَّ سَار حَتَّى نزل الداروم فَقَامَتْ قِيَامَة شاور لما بلغه الْخَبَر

الصفحة 101