كتاب الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية (اسم الجزء: 2)

وانتخب أَمِيرا من أمرائه يُقَال لَهُ بدران وسيره إِلَى لِقَاء مري يسْأَله عَن السَّبَب فِي قَصده فَاجْتمع بِهِ وَسَأَلَهُ فَتَلَكَّأَ عَلَيْهِ ثمَّ استلان جَانِبه وَضمن لَهُ رضيخة على أَن يوري عَنْهُم وَلَا يكْشف لشاور حَالهم وَيُقَال إِن الْملك أقطعه ثَلَاث عشرَة قَرْيَة على أَن يتمم على المصريين الْحِيلَة وَيعلم شاور أَنه إِنَّمَا قصد مصر للْخدمَة فَفعل ذَلِك بدران
وَلما سمع ذَلِك شاور أشْفق مِنْهُ وأحضر الْأَمِير شمس الْخلَافَة مُحَمَّد بن مُخْتَار وَقَالَ لَهُ كَأَن بدران قد غشني وَلم ينصحني وَأَنا فواثق بك فَأُرِيد تخرج وَتكشف لي حَال الفرنج فَسَار شمس الْخلَافَة إِلَى مُري وَكَانَ بَينهمَا مؤانسة فَلَمَّا دخل على الْملك قَالَ لَهُ مرْحَبًا بشمس الْخلَافَة فَقَالَ مرْحَبًا بِالْملكِ الغدار وَإِلَّا مَا الَّذِي أقدمك إِلَيْنَا قَالَ اتَّصل بِي أَن الْفَقِيه عِيسَى يُزَوّج أُخْت الْكَامِل بن شاور من صَلَاح الدّين يُوسُف بن أَيُّوب ويزوج الْكَامِل أُخْت صَلَاح الدّين فَقُلْنَا هَذَا عمل علينا فَقَالَ لَهُ شمس الْخلَافَة لَيْسَ لهَذَا صِحَة وَلَو فعل ذَلِك لم يكن فِيهِ نقض للْعهد فَقَالَ لَهُ الْملك الصَّحِيح أَن قوما من وَرَاء الْبَحْر انْتَهوا إِلَيْنَا وغلبونا على رَأينَا وَخَرجُوا طامعين فِي بِلَادكُمْ فخفنا من ذَلِك فخرجنا لنتوسط الْأَمر بَيْنكُم وَبينهمْ فَقَالَ شمس الْخلَافَة فَأَي شَيْء قد طلبُوا قَالَ

الصفحة 102