كتاب الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية (اسم الجزء: 2)

شَيْئا أدفعه لَك فَيحصل لَك عفوا فاستقرت الْمُصَالحَة على أَربع مئة ألف دِينَار وَقيل ألفي ألف دِينَار يعجعل لَهُ مِنْهَا مئة ألف دِينَار فَأجَاب مري إِلَى ذَلِك وانعقدت الْهُدْنَة وَحلف مري ورحل إِلَى بركَة الْحَبَش وَحمل شاور إِلَيْهِ مئة ألف دِينَار فِي عدَّة دفعات سوّف فِيهَا الْأَوْقَات ثمَّ أَخذ يمطله فِي الْبَاقِي انتظاراً لقدوم العساكر ويوهم أَنه يجمع لَهُم الْأَمْوَال فَلم يشْعر الفرنج إِلَّا بهجوم عَسْكَر الشَّام عَلَيْهِم فَلَمَّا رَأَوْهُمْ رحلوا إِلَى بلبيس وَنزل أَسد الدّين بالمقس ثمَّ رَحل ملك الفرنج وَنزل على فاقوس وَاتبعهُ أَسد الدّين وَنزل على بلبيس
وَكَانَ لما اتَّصل بشاور وُصُول أَسد الدّين إِلَى صَدْر أنفذ شمس الْخلَافَة إِلَى ملك الفرنج يستطلق لَهُ مِنْهُ بعض المَال فَصَارَ إِلَيْهِ وَاجْتمعَ بِهِ وَقَالَ قد قل علينا المَال فَقَالَ ملك الإفرنج اطلب مِنْهُ مَا شِئْت قَالَ أشتهي أَن تهب لي النّصْف قَالَ قد فعلت فَقَالَ شمس الْخلَافَة مَا بَلغنِي أَن ملكا فِي مثل حالك وقدرتك علينا وهب مثل هَذِه الْهِبَة لقوم هم فِي مثل حَالنَا فَقَالَ ملك الإفرنج أَنا أعلم أَنَّك رجل عَاقل وَأَن شاور ملك وأنكما مَا سألتماني أَن أهبكما هَذَا المَال الْعَظِيم إلاَّ لأمر قد حدث فَقَالَ لَهُ صدقت هَذَا أَسد الدّين قد وصل إِلَى صدر نُصرة لنا وَمَا بَقِي لَك

الصفحة 107