كتاب الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية (اسم الجزء: 2)

امكنه المجاهرة بالْقَوْل لقَالَ
فَمن بعض مكاتباته وَقد افْتقر العَبْد الى بعثته واعوز عسكره يُمن نقيبته وَاشْتَدَّ حزب الضلال على الْمُسلمين لغيبته لانه مَا يزَال يَرْمِي شياطين الضلال بشهابه الثاقب ويصمي مقيل الشّرك بسهمه النَّافِذ الصائب
قلت لَعَلَّ نور الدّين رَحمَه الله تَعَالَى انما اقلقه من ذَلِك كَون اسد الدّين وزر للعاضد فخاف من ميله الى الْقَوْم والى مَذْهَبهم وان يفْسد جنده عَلَيْهِ بذلك السَّبَب هَذَا ان صَحَّ مَا نَقله ابْن ابي طي وَالله اعْلَم
قَالَ وَكَانَ اسد الدّين لما ولي الوزارة لم يُغير على اُحْدُ شَيْئا واجرى اصحاب مصر على قواعدهم وامورهم الى ان انْقَضتْ ايامه وفنيت أعوامه
وَكَانَ قرما يحب أكل اللَّحْم ويواظب عَلَيْهِ لَيْلًا وَنَهَارًا فتواترت عَلَيْهِ التخم واتصلت بِهِ مرضاته الى ان ظَهرت بحلقه خوانيق كَانَ فِيهَا تلافه وَيُقَال انه اكل فِي ذَلِك الْيَوْم مضيرة وَدخل الْحمام فَلَمَّا خرج مِنْهَا اصابه الخناق

الصفحة 113