كتاب الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية (اسم الجزء: 2)

(هَل حَاز غَيْرك ملك مصر وَصَارَ من ... أَتْبَاعه مَن جده الْمُسْتَنْصر)
(والمستضي بِاللَّه مُعْتَد بِهِ ... وبجده وبحده مستظهر)
(أَو سدَّ بِالشَّام الثغور محامياً ... للدّين حَتَّى عَاد عَنْهَا قَيْصر)
(يبكي فيروي الأَرْض فيض دُمُوعه ... والجو من أنفاسه يتسعر)
(أَو مَا أَبوك بِسَيْفِهِ فتح الرُّها ... والأسد تقتنص الكماة وتزأر)
(هابت مُلُوك الأَرْض بَأْس كماتها ... فتقاعدوا عَن قَصدهَا وتأخروا)
(مَا ضره طيُّ الْمنية ذَاته ... وَصِفَاته بَين الْبَريَّة تنشر)
(فلكم على كل الْمُلُوك مزية ... لوقائع مَشْهُورَة لَا تنكر)
(وَإِذا عددنا للأنام مناقباً ... فَعَلَيْك قبل الْكل تثنى الْخِنْصر)
(فِي الرَّأْي قيس فِي السماحة حَاتِم ... فِي النُّطْق قس فِي البسالة حيدر)
(دَانَتْ لَك الدُّنْيَا وَأَنت تعافها ... وَسوَاك فِي آماله يتعثر)
(من ذَا يصون الصين عَنْك وَأَنت من ... أَسد الشرى مِنْهُ تخَاف وتحذر)
قَالَ الْعِمَاد وأنفذ صَلَاح الدّين من مصر خلعاً لجَماعَة من الْأَعْيَان وأنفذ للعماد عِمَامَة ملبوسة فَكتب إِلَيْهِ قصائد فِي هَذَا الْمَعْنى مِنْهَا
(يَا صَلَاح الدّين الَّذِي أصلح الْفَاسِد ... بِالْعَدْلِ من خطوب الزَّمَان)
(أَنْت أجريت نيل مصر إِلَى الشَّام ... نوالاً أم سَالَ نيل ثَانِي)

الصفحة 124