كتاب الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية (اسم الجزء: 2)

فَحَسبُوا أَن كل بَيْضَاء شحمة وَأَن كل سَوْدَاء فَحْمَة فثار أَصْحَاب صَلَاح الدّين إِلَى الهيجاء ومقدمهم الْأَمِير أَبُو الهيجاء واتصلت الْحَرْب بَين القصرين وأحاطت بهم العسكرية من الْجَانِبَيْنِ ودام الشَّرّ يَوْمَيْنِ حَتَّى أحس الأساحم بالحين وَكلما لجؤوا إِلَى محلّة أحرقوها عَلَيْهِم وحووا ماحواليهم وأخرجوا إِلَى الجيزة وأذلوا بِالنَّفْيِ عَن مَنَازِلهمْ العزيزة وَذَلِكَ يَوْم السبت الثَّامِن وَالْعِشْرين من ذِي الْقعدَة فَمَا خلص السودَان بعْدهَا من الشدَّة وَلم يَجدوا الى الْخَلَاص سَبِيلا و {أَيْنَمَا ثقفوا أُخذوا وقتِّلوا تقتيلا}
وَكَانَت لَهُم على بَاب زويلة محلّة تسمى المنصورة وَكَانَت بهم المعمرة المعمورة فَأتي بنيانها من الْقَوَاعِد فَأَصْبَحت خاوية ثمَّ حرثها بعض الْأُمَرَاء واتخذها بستاناً فَهِيَ الْآن جنَّة لَهَا ساقية
قَالَ وَكَانَ قد وصل إِلَى صَلَاح الدّين قبيل هَذِه النّوبَة أَخُوهُ الْأَكْبَر فَخر الدّين شمس الدولة تورانشاه بن أَيُّوب أنفذه إِلَيْهِ نور الدّين من دمشق يشد أزره بِمصْر لما سمع بحركة الفرنج وَأهل الْقصر فوصل الْقَاهِرَة فِي ثَالِث ذِي القعده

الصفحة 132