كتاب الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية (اسم الجزء: 2)

وَفِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ توفّي الشَّيْخ أَبُو النجيب الصُّوفِي الْفَقِيه الْوَاعِظ
قَالَ الْعِمَاد وجاءنا رسل دَار الْخلَافَة مبشرين بخلافة المستضيء وَاتفقَ ذَلِك يَوْم عبور دجلة وَركب يَوْم النُّزُول على تل تَوْبَة فِي الأهبة السَّوْدَاء وَالْيَد الْبَيْضَاء وَذَلِكَ بمرأى ومنظر من أهل الْموصل الحدباء ثمَّ أرسل الشَّيْخ شرف الدّين بن أبي عصرون إِلَى بَغْدَاد نَائِبا عَنهُ فِي خدمَة الإِمَام
وَمِمَّا نظمه الْعِمَاد فِيهِ
(قد أَضَاء الزَّمَان بالمستضيء ... وَارِث الْبرد وَابْن عَم النبيء)
(جَاءَ بِالْحَقِّ والشريعة وَالْعدْل ... فيا مرْحَبًا بِهَذَا الْمَجِيء)
(فهنيئاً لأهل بَغْدَاد فازوا ... بعد بؤس بِكُل عَيْش هنيء)
(ومضيء إِن كَانَ فِي الزَّمن المظلم ... فالعود فِي الزَّمَان المضيء)
وَله من قصيدة أُخْرَى
(لهفي على زمن الشَّبَاب فإنني ... بسوى التأسف عَنهُ لم أتعوض)
(نقضت عهود الغانيات وَإِنَّهَا ... لَوْلَا انْقِضَاء شبيبتي لم تنقض)

الصفحة 179