كتاب الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية (اسم الجزء: 2)

ولعمارة اليمني فِي صَلَاح الدّين مدائح مِنْهَا قَوْله
(لَك الْحسب الْبَاقِي على عقب الدَّهْر ... بل الشّرف الراقي إِلَى قمة النَّسر)
(كَذَا فَلْيَكُن سعى الْمُلُوك إِذا سعت ... بهَا الهمم الْعليا إِلَى شرف الذّكر)
(نهضتم بأعباء الوزارة نهضة ... أقلتم بهَا الْأَقْدَام من زلَّة العثر)
(كشفتم عَن الإقليم غمته كَمَا ... كشفتم بأنوار الْغنى ظلمَة الْفقر)
(حميتم من الإفرنج سرب خلَافَة ... جريتم لَهَا مجْرى الْأمان من الذعر)
(وَلما اسْتَغَاثَ ابْن النَّبِي بنصركم ... ودائرة الْأَنْصَار أضيق من شبر)
(جلبتم إِلَيْهِ النَّصْر أَوْسًا وخزرجا ... وَمَا اشْتقت الانصار إِلَّا من النَّصْر)
(كتائب فِي جيرون مِنْهَا أَوَاخِر ... وأولها بالنيل من شاطئي مصر)
(طلعتم فأطلعتم كواكب نصْرَة ... أَضَاءَت وَكَانَ الدّين لَيْلًا بِلَا فجر)
(وآبت إِلَيْكُم يَا ابْن أَيُّوب دولة ... تراسلكم فِي كل يَوْم مَعَ السّفر)
(حمى الله فِيكُم عَزمَة أسدية ... فككتم بهَا الْإِسْلَام من ربقة الْأسر)
(أَخَذْتُم على الإفرنج كل ثنَّية ... وقلتم لأيدي الْخَيل مرِّي على مرِّي)
(لَئِن نصبوا فِي الْبر جِسْرًا فَإِنَّكُم ... عبرتم ببحر من حَدِيد على الجسر)
(طَرِيق تقارعتم عَلَيْهَا مَعَ العدى ... ففزتم بهَا والصخر يقرع بالصخر)
(وأزعجه من مصر خوف يلزه ... كَمَا لز مهزوم من اللَّيْل بِالْفَجْرِ)
(وَكم وقْعَة عذراء لما اقتضضتها ... بسيفك لم تتْرك لغيرك من عذر)
(وَأَيْدِيكُمْ بالبأس كاسرة العدى ... وَلكنهَا بالجود جابرة الْكسر)
(أَبوك الَّذِي أضحى ذخيرة مجدكم ... وَأَنت لَهُ خير النفائس والذخر)
(وَمن كنت مَعْرُوفا لَهُ فاستفزه ... بمثلك تيه فَهُوَ فِي أوسع الْعذر)
(فَكيف أَب أَصبَحت نَار زناده ... وَإِلَّا كنور الْبَدْر من سنه الْبَدْر)
(توقره وسط الندي كَرَامَة ... وَتحمل عَنهُ مايؤود من الوقر)

الصفحة 78