كتاب الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية (اسم الجزء: 2)

ذَلِك أرسل إِلَيْهِ إِن نور الدّين أَوْصَانِي عِنْد انفصالي عَنهُ إِذا ملك شارو تكون مُقيما عِنْده وَيكون لَك ثلث مُغَلِّ الْبِلَاد وَالثلث الآخر لشاور وللعسكر وَالثلث الآخر لصَاحب الْقصر يصرفهُ فِي مَصَالِحه فَقَالَ شارو أَنا مَا قررت شَيْئا مِمَّا تَقول أَنا طلبت نجدة من نور الدّين فَإِذا انْقَضى شغلي عَادوا إِلَى الشَّام وَقد سيرت إِلَيْكُم نَفَقَة فخذوها وَانْصَرفُوا وَأَنا أنفصل مَعَ نور الدّين فَقَالَ أَسد الدّين أَنا لَا يمكنني مُخَالفَة نور الدّين وَلَا أقدر على الِانْصِرَاف إِلَّا بإمضاء أمره فَأمر شاور بإغلاق بَاب الْقَاهِرَة وَأخذ فِي الاستعدادللحصار واستعد أَسد الدّين أَيْضا وسيَّر صَلَاح الدّين فِي قِطْعَة من الْجَيْش إِلَى بلبيس لجمع الغلال والأتبان والأحطاب وَمَا تَدْعُو الْحَاجة إِلَيْهِ وَيكون جَمِيع ذَلِك فِي بلبيس ذخيرة وَأخذ فِي قتال الْقَاهِرَة
وَكَاتب شاور ملك الفرنج مُرِّي يستنجده وَيَقُول لَهُ إِن شيركوه طلع معي نجدةً على ضرغام فَلَمَّا حصلوا فِي الْبِلَاد طمعوا فِيهَا وَمَتى ملكوها مُضَافَة إِلَى بِلَاد الشَّام لم يكن لَك مَعَهم عَيْش وَلَا قَرَار وَضمن لَهُ فِي كل مرحلة يرحلها إِلَى ديارمصر ألف دِينَار وَقرر شَيْئا لقضيم دوابهم وشيئاً لاسبتاريته فَخرج مُرِّي من عسقلان فِي جموعه إِلَى فاقوس فِي سبع

الصفحة 90