كتاب الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية (اسم الجزء: 2)

فِيهِ أرناط شقّ إِلَى الْغَوْر وَخرج من البلقاء وَسلمهُ الله تَعَالَى مِنْهُ وَدخل دمشق وَاجْتمعَ بِنور الدّين وَأخْبرهُ بالأحوال وأعلمه بِضعْف ديار مصر ورغبه فِيهَا وشوقه إِلَى ملكهَا فَرغب فِيهَا نور الدّين وَأمره بتجنيد الأجناد واستخدام الرِّجَال
وَأما شاور فَإِنَّهُ بعد رحيل أَسد الدّين والفرنج إِلَى بِلَادهمْ عَاد إِلَى الْقَاهِرَة وَلم يكن لَهُ همة إِلَّا تتبع من علم أَن بَينه وَبَين أَسد الدّين معرفَة أَو صُحْبَة وَكَانَ استفسد جمَاعَة من عَسْكَر أَسد الدّين مِنْهُم خشترين الْكرْدِي وأقطعه شطنوف وَقتل شاور جمَاعَة من أهل مصر وشردّ آخَرين
ثمَّ توجه أَسد الدّين فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ قَاصِدا الديار المصرية وكتم أخباره فَمَا رَاع شاور إِلَّا وُرُود كتاب مري ملك الفرنج يعرفهُ فِيهِ أَن أَسد الدّين قد فصل عَن دمشق بعساكره قَاصِدا ديار مصر فَطلب شاور مِنْهُ إِعَادَة النجدة والمقرر من المَال يصل إِلَيْهِ على مَا

الصفحة 94