كتاب الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية (اسم الجزء: 2)

أخْبرك أَن السِّلَاح وَاصل وَكَانَ أنفذ لأسد الدّين خزانَة من السِّلَاح قَالَ فَسَبَقتهَا بيومين وَحَضَرت بَين يَدي أَسد الدّين وأعطيته الْكتب وشافهته برسالة ابْن مصال فِي معنى السِّلَاح والآلات ثمَّ وصلت الخزانة بعد يَوْمَيْنِ مَعَ ابْن أُخْت الْفَقِيه ابْن عَوْف قَالَ وَبَقينَا على الجيزة يَوْمَيْنِ فوصل إِلَيْنَا رَسُول ابْن مدافع يخبر أَسد الدّين بِقرب شاور مِنْهُ ويأمره بالنجاة فَترك أَسد الدّين الْخيام والمطابخ وَمَا يثقل حمله وَسَار سيراً حثيثاً حَتَّى قَارب دَلَجْة فَأمر أَسد الدّين بنهبها فنهبت وَنزل النَّاس لتعشية الدَّوَابّ فَلم يستتم عليقها حَتَّى أَمر أَسد الدّين النَّاس بالرحيل وَأوقدت المشاعل لَيْلًا وسرنا فَإِذا الجاووش يُنَادي فِي النَّاس بِالرُّجُوعِ وَعَاد أَسد الدّين إِلَى دلجة فَنزل عَلَيْهَا وَنزل شاور على الأشمونين وَأمر أَسد الدّين النَّاس أَن يقفوا على تعبئة فَأَصْبحُوا على ذَلِك والتقوا فَقتل من أَصْحَاب أَسد الدّين جمَاعَة كَثِيرَة وانهزموا وَكَانَ أَسد الدّين قد فرق أَصْحَابه فريقين فريقاً مَعَه وفريقاً جعله مَعَ صَلَاح الدّين وأنفذه ليَأْتِي من خلف عَسْكَر شاور فَدخل الضعْف من هَذَا الطَّرِيق ثمَّ إِن أَصْحَاب أَسد الدّين تجمعُوا وتماسكوا وَعَلمُوا أَنه لَا منجى لَهُم إِلَّا الصَّبْر فتحالفوا على

الصفحة 97