كتاب الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية (اسم الجزء: 2)

الدّين من ملك الفرنج مراكب يحمل فِيهَا الضُّعَفَاء من أَصْحَابه فأنفذ لَهُ عدَّة مراكب
قَالَ الإدريسي كنت فِي جملَة من خرج فِي المراكب فَلَمَّا وصلنا إِلَى ميناء عكا أَخذنَا واعتقلنا فِي معصرة الْقصب إِلَى أَن وصل الْملك مُرِّي فأطلقنا فخرجنا إِلَى دمشق
وَخرج صَلَاح الدّين من الْإسْكَنْدَريَّة بعد أَن اسْتحْلف شاور لأَهْلهَا وَألا يعرض لَهُم بِسوء وَاجْتمعَ بِعَمِّهِ أَسد الدّين
ثمَّ أنفذ شاور وَقبض على ابْن مصال وَجَمَاعَة مِمَّن أعَان صَلَاح الدّين وضيق عَلَيْهِم وتتبع أهل الْإسْكَنْدَريَّة واتصل ذَلِك بصلاح الدّين فَاجْتمع بِملك الفرنج وَقَالَ لَهُ إِن شاور نقض الْأَيْمَان قَالَ وَكَيف ذَلِك قَالَ لِأَنَّهُ قبض على من لَجأ إِلَيْنَا فَقَالَ لَيْسَ لَهُ ذَلِك وأنفذ إِلَى شاور وَقَالَ لَهُ إِن الْأَيْمَان جرت على أَلا تعرض لأحد من أهل مصر وَلَا أهل الْإسْكَنْدَريَّة وألزمه يَمِينا أُخْرَى فِي أَلا يعرض لأحد مِمَّن لَجأ إِلَى أَسد الدّين أَو صَلَاح الدّين
وَلما شَاهد من التجأ إِلَى الْأسد وَالصَّلَاح فَسَاد تِلْكَ الْأَحْوَال خَافُوا من شاور فَأخذُوا فِي الرحيل إِلَى الشَّام واتصل ذَلِك بشاور فَخرج بِنَفسِهِ وَجمع جَمِيع من عزم على الرحلة إِلَى الشَّام وَحلف لَهُم على الْإِحْسَان إِلَيْهِم وحماية أنفسهم وَأَمْوَالهمْ فَمنهمْ من سكن إِلَى أيمانه وَمِنْهُم من لم يسكن ورحل

الصفحة 99